تعتبر الدَّادائية حركة فنية وأدبية نشأت في أوائل القرن العشرين، كرد فعل على الحرب العالمية الأولى وما صاحبها من فوضى ودمار. تهدف هذه الحركة إلى تحطيم القواعد التقليدية للفن والأدب، والتعبير عن اللامعقول والعبثية. استخدم فنانو الدَّادائية أساليب غير تقليدية مثل الكولاج والفوتومونتاج، مما ساهم في خلق أعمال فنية مبتكرة وغير متوقعة.
تأسست السِّريالية كحركة فنية في العشرينيات من القرن الماضي، مستلهمة من أفكار فرويد حول اللاوعي. تسعى السِّريالية إلى استكشاف الأحلام والرغبات المكبوتة، وخلق عوالم جديدة تتجاوز الواقع. يتميز الفن السِّيريالي باستخدام الرموز والصور الغريبة التي تثير مشاعر مختلفة لدى المشاهدين.
على الرغم من اختلاف الأهداف والأساليب بين الدَّادائية والسِّريالية، إلا أن هناك تداخلًا كبيرًا بينهما. كلا الحركتين تعبران عن رفض القيم التقليدية وتبحثان عن طرق جديدة للتعبير الفني. كما أن العديد من الفنانين الذين انتموا إلى الدَّادائية انتقلوا لاحقًا إلى السِّريالية، مما ساهم في تطوير الأفكار والأساليب الفنية.
لقد تركت الدَّادائية والسِّريالية أثرًا عميقًا على تاريخ الفن الحديث. فقد ساعدتا في توسيع حدود الإبداع الفني، وتشجيع الفنانين على التفكير خارج الصندوق. لا تزال تأثيراتهما واضحة حتى اليوم في العديد من المجالات الفنية المختلفة، بما في ذلك الرسم والنحت والأدب.
المؤلف: ديفيد هوبكنز
الترجمات: أحمد محمد الروبي - محمد فتحي خضر
تواريخ النشر: صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام ٢٠٠٤. - صدرت هذه الترجمة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٦.