⬅️ رجوع إلى صفحة المؤلف

موسوعة مصر القديمة (الجزء الثامن عشر): الأدب المصري القديم: في الشعر وفنونه والمسرح

موسوعة مصر القديمة (الجزء الثامن عشر): الأدب المصري القديم

مقدمة في الأدب المصري القديم

يعتبر الأدب المصري القديم أحد أقدم أشكال التعبير الفني والثقافي في تاريخ البشرية. يعكس هذا الأدب تطور الفكر والمشاعر الإنسانية عبر العصور، حيث تميز بتنوعه وغناه بالمفردات والأساليب الفنية. يتناول الجزء الثامن عشر من موسوعة مصر القديمة جوانب متعددة من هذا الأدب، مع التركيز على الشعر وفنونه والمسرح.

الشعر وفنونه

يمثل الشعر جزءًا أساسيًا من الأدب المصري القديم، حيث استخدمه المصريون للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. تميز الشعر المصري القديم بالأسلوب البلاغي والتصوير الفني الرائع، مما جعله وسيلة فعالة لنقل القيم الثقافية والدينية. استخدم الشعراء الرموز والأساطير لتجسيد أفكارهم، مما أضفى طابعًا خاصًا على قصائدهم.

المسرح وتأثيره

تعد المسرحية شكلًا آخر من أشكال التعبير الفني في مصر القديمة. كان المسرح وسيلة لتقديم القصص الأسطورية والدينية، حيث تمثل العروض المسرحية تجسيدًا للأحداث التاريخية والثقافية. استخدمت العناصر الموسيقية والرقصات لإثراء التجربة المسرحية، مما جعلها تجربة فريدة للجمهور.

أهمية الأدب المصري القديم

يلعب الأدب المصري القديم دورًا حيويًا في فهم الحضارة المصرية وثقافتها. يوفر لنا نظرة عميقة على الحياة اليومية والمعتقدات الروحية للمصريين القدماء. إن دراسة هذا الأدب تساعدنا على تقدير الإبداع البشري وتطور الفكر عبر الزمن، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي العالمي.

موسوعة مصر القديمة (الجزء الثامن عشر): الأدب المصري القديم: في الشعر وفنونه والمسرح
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخِ الحَضارةِ المِصريةِ القديمةِ كَمَثَلِ السائحِ الذي يجتازُ مَفازةً مُترامِيةَ الأَطْراف، يَتخلَّلُها بعضُ وُدْيانٍ ذاتِ عُيونٍ تَتفجَّرُ المياهُ مِن خِلالِها، وتلك الوُدْيانُ تَقعُ على مَسافاتٍ في أرجاءِ تلكَ المَفازةِ الشاسعةِ، ومِن عُيونِها المُتفجِّرةِ يُطفئُ ذلك السائحُ غُلَّتَه ويَتفيَّأُ في ظِلالِ وَادِيها؛ فهوَ يَقطعُ المِيلَ تِلوَ المِيلِ عدَّةَ أيام، ولا يُصادِفُ في طَريقِهِ إلا الرِّمالَ القاحِلةَ والصَّحاري المَالحةَ، على أنَّهُ قد يَعترِضُهُ الفَينةَ بعدَ الفَينةِ بعضُ الكلَأِ الذي تَخلَّفَ عَن جُودِ السَّماءِ بمائِها في فَتراتٍ مُتباعِدة؛ هكذا يَسيرُ هذا السَّائحُ ولا زادَ مَعَه ولا ماءَ إلا ما حَمَلهُ مِن آخِرِ عَينٍ غادَرَها، إلى أنْ يَستقِرَّ به المَطافُ في وادٍ خَصيبٍ آخَر، وهُناك يَنعَمُ مرَّةً أُخرى بالماءِ والزَّاد، وهَذِه هي حَالةُ المُؤرِّخِ نفسِهِ الذي يُؤلِّفُ تاريخَ الحضارةِ المِصريةِ القَدِيمة، فالمَصادرُ الأصْليةُ لديهِ ضَئِيلةٌ سَقِيمةٌ جدًّا لا تتصلُ حَلقاتُ حَوادثِها بعضُها ببعض، فإذا أُتيحَ له أن يَعرِفَ شَيئًا عَن ناحيةٍ مِن عَصرٍ مُعيَّنٍ مِن مَجاهلِ ذلكَ التَّارِيخ، فإنَّ النَّواحيَ الأُخْرى لذلكَ العَصرِ نفسِهِ قد تَستعْصِي عليه، وقَد تَكونُ أبوابُها مُوصَدةً في وجهِه؛ لأنَّ أخبارَ تِلكَ النَّواحي قدِ اختفتْ إلى الأَبد، أو لأنَّ أسرارَها ما تزالُ دَفينةً تحتَ تُربةِ مصرَ لم يُكشَفْ عنها بَعدُ.»

المؤلف: سليم حسن

الترجمات:

التصنيفات: تاريخ

تواريخ النشر: صدر هذا الكتاب عام ١٩٤٥. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩.

فصول الكتاب