موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس): السيادة العالمية والتوحيد
موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس): السيادة العالمية والتوحيد
نبذة عن الكتاب
تعتبر موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس) من الأعمال البارزة التي أعدها المؤرخ سليم حسن، حيث تتناول موضوعات مهمة تتعلق بالسيادة العالمية والتوحيد في الحضارة المصرية القديمة. صدرت هذه الموسوعة عام 1948، وتعد مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بتاريخ مصر.
أهمية السيادة العالمية في الحضارة المصرية
تتناول الموسوعة مفهوم السيادة العالمية وكيفية تأثيره على العلاقات الدولية في العصور القديمة. فقد كانت مصر في تلك الفترة مركزًا حضاريًا وثقافيًا مهمًا، مما جعلها تلعب دورًا محوريًا في السياسة والاقتصاد على مستوى العالم. يوضح الكتاب كيف استطاعت مصر أن تحافظ على مكانتها كدولة رائدة من خلال استراتيجياتها السياسية والدبلوماسية.
التوحيد وأثره على المجتمع المصري القديم
يتناول الجزء الخامس أيضًا مفهوم التوحيد الذي كان له تأثير كبير على الفكر الديني والاجتماعي في مصر القديمة. يشرح المؤلف كيف ساهمت فكرة التوحيد في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة بين أفراد المجتمع المصري. كما يناقش الكتاب دور الدين في الحياة اليومية وكيف أثر ذلك على القيم والمعتقدات السائدة آنذاك.
خلاصة
تعتبر موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس) مصدرًا غنيًا بالمعلومات التاريخية والثقافية، حيث تقدم رؤية شاملة حول السيادة العالمية والتوحيد وتأثيرهما على الحضارة المصرية. تعد هذه الموسوعة إضافة قيمة للمكتبة العربية وللباحثين في مجال التاريخ.
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخِ الحَضارةِ المِصريةِ القديمةِ كَمَثَلِ السائحِ الذي يجتازُ مَفازةً مُترامِيةَ الأَطْراف، يَتخلَّلُها بعضُ وُدْيانٍ ذاتِ عُيونٍ تَتفجَّرُ المياهُ مِن خِلالِها، وتلك الوُدْيانُ تَقعُ على مَسافاتٍ في أرجاءِ تلكَ المَفازةِ الشاسعةِ، ومِن عُيونِها المُتفجِّرةِ يُطفئُ ذلك السائحُ غُلَّتَه ويَتفيَّأُ في ظِلالِ وَادِيها؛ فهوَ يَقطعُ المِيلَ تِلوَ المِيلِ عدَّةَ أيام، ولا يُصادِفُ في طَريقِهِ إلا الرِّمالَ القاحِلةَ والصَّحاري المَالحةَ، على أنَّهُ قد يَعترِضُهُ الفَينةَ بعدَ الفَينةِ بعضُ الكلَأِ الذي تَخلَّفَ عَن جُودِ السَّماءِ بمائِها في فَتراتٍ مُتباعِدة؛ هكذا يَسيرُ هذا السَّائحُ ولا زادَ مَعَه ولا ماءَ إلا ما حَمَلهُ مِن آخِرِ عَينٍ غادَرَها، إلى أنْ يَستقِرَّ به المَطافُ في وادٍ خَصيبٍ آخَر، وهُناك يَنعَمُ مرَّةً أُخرى بالماءِ والزَّاد، وهَذِه هي حَالةُ المُؤرِّخِ نفسِهِ الذي يُؤلِّفُ تاريخَ الحضارةِ المِصريةِ القَدِيمة، فالمَصادرُ الأصْليةُ لديهِ ضَئِيلةٌ سَقِيمةٌ جدًّا لا تتصلُ حَلقاتُ حَوادثِها بعضُها ببعض، فإذا أُتيحَ له أن يَعرِفَ شَيئًا عَن ناحيةٍ مِن عَصرٍ مُعيَّنٍ مِن مَجاهلِ ذلكَ التَّارِيخ، فإنَّ النَّواحيَ الأُخْرى لذلكَ العَصرِ نفسِهِ قد تَستعْصِي عليه، وقَد تَكونُ أبوابُها مُوصَدةً في وجهِه؛ لأنَّ أخبارَ تِلكَ النَّواحي قدِ اختفتْ إلى الأَبد، أو لأنَّ أسرارَها ما تزالُ دَفينةً تحتَ تُربةِ مصرَ لم يُكشَفْ عنها بَعدُ.»