موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس عشر): من أواخر عهد بطليموس الثاني إلى آخر عهد بطليموس الرابع
مقدمة عن الكتاب
تتناول موسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس عشر) فترة تاريخية هامة في تاريخ مصر، تبدأ من أواخر عهد بطليموس الثاني وتنتهي في آخر عهد بطليموس الرابع. يعد هذا الكتاب مرجعاً قيماً للباحثين والمهتمين بتاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يقدم معلومات دقيقة وشاملة حول الأحداث والشخصيات الرئيسية في تلك الفترة.
أهمية الفترة التاريخية
تعتبر فترة حكم البطالمة واحدة من الفترات الأكثر تأثيراً في تاريخ مصر القديم. فقد شهدت هذه الحقبة العديد من التطورات السياسية والثقافية، بالإضافة إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية. كان للبطالمة دور كبير في تعزيز الثقافة اليونانية والمصرية، مما أدى إلى خلق بيئة غنية بالمعرفة والفنون.
المؤلف سليم حسن
سليم حسن هو مؤرخ مصري بارز، اشتهر بأعماله التي تناولت تاريخ مصر القديم. يتميز أسلوبه بالوضوح والدقة، مما يجعل كتبه سهلة الفهم وموثوقة. لقد ساهم بشكل كبير في توثيق التراث المصري وتقديمه للأجيال القادمة.
نشر الكتاب وتوزيعه
صدر هذا الكتاب تقريبًا عام 1953، ومن ثم تم إعادة نشره بواسطة مؤسسة هنداوي عام 2019. يهدف هذا الإصدار إلى إتاحة الفرصة لعدد أكبر من القراء للاستفادة من محتوى الكتاب الثري والمفيد.
- التاريخ: يتناول الكتاب أحداث تاريخية مفصلّة.
- الشخصيات: يستعرض الشخصيات البارزة في تلك الفترة.
- الثقافة: يسلط الضوء على التأثيرات الثقافية المتبادلة بين اليونان ومصر.
- المصادر: يعتمد على مصادر موثوقة لدعم المعلومات المقدمة.
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخِ الحَضارةِ المِصريةِ القديمةِ كَمَثَلِ السائحِ الذي يجتازُ مَفازةً مُترامِيةَ الأَطْراف، يَتخلَّلُها بعضُ وُدْيانٍ ذاتِ عُيونٍ تَتفجَّرُ المياهُ مِن خِلالِها، وتلك الوُدْيانُ تَقعُ على مَسافاتٍ في أرجاءِ تلكَ المَفازةِ الشاسعةِ، ومِن عُيونِها المُتفجِّرةِ يُطفئُ ذلك السائحُ غُلَّتَه ويَتفيَّأُ في ظِلالِ وَادِيها؛ فهوَ يَقطعُ المِيلَ تِلوَ المِيلِ عدَّةَ أيام، ولا يُصادِفُ في طَريقِهِ إلا الرِّمالَ القاحِلةَ والصَّحاري المَالحةَ، على أنَّهُ قد يَعترِضُهُ الفَينةَ بعدَ الفَينةِ بعضُ الكلَأِ الذي تَخلَّفَ عَن جُودِ السَّماءِ بمائِها في فَتراتٍ مُتباعِدة؛ هكذا يَسيرُ هذا السَّائحُ ولا زادَ مَعَه ولا ماءَ إلا ما حَمَلهُ مِن آخِرِ عَينٍ غادَرَها، إلى أنْ يَستقِرَّ به المَطافُ في وادٍ خَصيبٍ آخَر، وهُناك يَنعَمُ مرَّةً أُخرى بالماءِ والزَّاد، وهَذِه هي حَالةُ المُؤرِّخِ نفسِهِ الذي يُؤلِّفُ تاريخَ الحضارةِ المِصريةِ القَدِيمة، فالمَصادرُ الأصْليةُ لديهِ ضَئِيلةٌ سَقِيمةٌ جدًّا لا تتصلُ حَلقاتُ حَوادثِها بعضُها ببعض، فإذا أُتيحَ له أن يَعرِفَ شَيئًا عَن ناحيةٍ مِن عَصرٍ مُعيَّنٍ مِن مَجاهلِ ذلكَ التَّارِيخ، فإنَّ النَّواحيَ الأُخْرى لذلكَ العَصرِ نفسِهِ قد تَستعْصِي عليه، وقَد تَكونُ أبوابُها مُوصَدةً في وجهِه؛ لأنَّ أخبارَ تِلكَ النَّواحي قدِ اختفتْ إلى الأَبد، أو لأنَّ أسرارَها ما تزالُ دَفينةً تحتَ تُربةِ مصرَ لم يُكشَفْ عنها بَعدُ.»