موسوعة مصر القديمة (الجزء العاشر): تاريخ السودان المقارن إلى أوائل عهد «بيعنخي»
موسوعة مصر القديمة (الجزء العاشر): تاريخ السودان المقارن إلى أوائل عهد «بيعنخي»
مقدمة عن الكتاب
يعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في تاريخ السودان القديم، حيث يقدم دراسة شاملة ومقارنة لتاريخ السودان منذ العصور القديمة حتى بداية حكم الملك «بيعنخي». المؤلف سليم حسن يسلط الضوء على العلاقات التاريخية والثقافية بين مصر والسودان، مما يساعد القارئ على فهم السياقات التاريخية بشكل أعمق.
أهمية الكتاب
تكتسب موسوعة مصر القديمة (الجزء العاشر) أهمية خاصة لكونها تسجل الأحداث التاريخية التي شكلت ملامح الحضارة السودانية. كما أنها تعكس التأثيرات المتبادلة بين الحضارتين المصرية والسودانية، مما يجعلها مرجعاً قيماً للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.
المحتوى والتصنيفات
تاريخ السودان القديم: يتناول الكتاب الفترات الزمنية المختلفة التي مرت بها السودان وتأثيراتها الثقافية والسياسية.
العلاقات المصرية السودانية: يستعرض كيف أثرت العلاقات التجارية والدبلوماسية بين مصر والسودان على تطور كلا الحضارتين.
شخصيات تاريخية: يتحدث عن الشخصيات البارزة مثل الملك «بيعنخي» ودوره في توحيد المنطقة وتطويرها.
النشر والتوزيع
صدر هذا الكتاب عام 1957، وقد تم إعادة نشره بواسطة مؤسسة هنداوي في عام 2019. هذه النسخة الجديدة تتيح للقراء الوصول إلى محتوى غني وموثق يعكس الجهود الأكاديمية المبذولة في دراسة التاريخ القديم.
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، كَمَثَلِ السائح الذي يجتاز مَفَازَةً مترامية الأطرافِ، يتخللها بعض وديان ذات عيون تتفجر المياه من خلالها، وتلك الوديان تقع على مسافات في أرجاء تلك المفازة الشاسعة، ومن عيونها المتفجرة يطفئ ذلك السائح غلته ويتفيأ في ظلال واديها؛ فهو يقطع الميل تلو الميل عدة أيام، ولا يصادف في طريقة إلا الرمال القاحلة والصحاري المالحة، على أنه قد يعترضه الفينة بعد الفينة بعض الكلأ الذي تخلف عن جود السماء بمائها في فترات متباعدة، هكذا يسير هذا السائح ولا زاد معه ولا ماء إلا ما حمله من آخر عين غادرها، إلى أن يستقر به المطاف في وادٍ خصيبٍ آخر، وهناك ينعم مرة أخرى بالماء والزاد، وهذه هي حالة المؤرخ نفسه الذي يؤلف تاريخ الحضارة المصرية القديمة، فالمصادر الأصلية لديه ضئيلة سقيمة جدًّا لا تتصل حلقات حوادثها بعضها ببعض، فإذا أتيح له أن يعرف شيئًا عن ناحية من عصر معين من مجاهل ذلك التاريخ؛ فإن النواحي الأخرى لذلك العصر نفسه قد تستعصي عليه، وقد تكون أبوابها موصدة في وجهه؛ لأن أخبار تلك النواحي قد اختفت للأبد، أو لأن أسرارها ما تزال دفينة تحت تربة مصر لم يكشف عنها بعد.»