«زارني الصبيُّ الذي كان يومًا يَحمل اسمي. وقف أمامي، على حين فجأة، واستند إلى جدار المكتبة صامتًا شاحب الوجه. لم أَدرِ كيف تَسلَّل إلى حجرة مكتبي بينما كنتُ أقرأ، أو أكتب بحثًا، أو أترجم نصًّا، أو أحاول أن أُعِد كلمة أقولها في ندوة أو مؤتمر. لكنني وجدته أمامي ولم يكن هناك مفرٌّ من المواجَهة. راح كلٌّ منَّا يتأمَّل الآخَر دون أن يقوى على التلفُّظ بكلمة. نعم، هذا وجهُه، نفس الوجه البريء المُتعَب … وما هي إلا لحظات حتى سمعتُ رنين أصوات تخترق أُذني كأنها تَلطمها وتهزُّها بعنف وقسوة: ماذا فعلت بي؟»