تاريخ الجنون هو موضوع معقد يتناول كيفية فهم المجتمعات للجنون وتفسيره عبر العصور. منذ العصور القديمة، كان يُنظر إلى الجنون كظاهرة غامضة تتعلق بالأرواح أو القوى الخارقة. وقد اختلفت الآراء حوله بشكل كبير بين الثقافات المختلفة.
في العصور القديمة، كانت المجتمعات تعزو الجنون إلى تأثيرات إلهية أو قوى خارقة. في الحضارة اليونانية، اعتبر الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو أن العقل هو مصدر الحكمة، وأن أي خلل فيه يمكن أن يؤدي إلى الجنون. بينما في الحضارات الأخرى، كان يُعتقد أن المرضى النفسيين هم ضحايا للأرواح الشريرة.
مع مرور الوقت، بدأت المفاهيم المتعلقة بالجنون تتغير. في العصور الوسطى، تم التعامل مع المصابين بالأمراض النفسية بطرق قاسية، حيث كانوا يُحتجزون في مؤسسات خاصة. ومع بداية العصر الحديث، بدأ العلماء مثل سيغموند فرويد في دراسة العقل البشري بشكل أعمق، مما أدى إلى تطوير علم النفس كعلم مستقل.
اليوم، يتم فهم الجنون بشكل مختلف تمامًا. تُعتبر الأمراض النفسية الآن حالات طبية تحتاج إلى علاج ورعاية. تطورت أساليب العلاج لتشمل الأدوية والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي. كما أن هناك جهودًا مستمرة لتقليل الوصمة المرتبطة بالجنون وتعزيز الوعي حول الصحة النفسية.
المؤلف: كلود كيتيل
الترجمات: سارة رجائي يوسف - كريستينا سمير فكري - داليا محمد السيد الطوخي
تواريخ النشر: صدر الكتاب الأصلي باللغة الفرنسية عام ٢٠٠٩. - صدرت هذه الترجمة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٥.