يُعتبر نيكولاس كوبرنيكوس أحد أبرز العلماء في تاريخ الفلك، حيث قدم نظرية جديدة حول حركة الأجرام السماوية. في كتابه "عن دوران الأجرام السماوية"، الذي نُشر عام 1543، اقترح أن الشمس هي المركز الحقيقي للنظام الشمسي وليس الأرض. هذه النظرية كانت بمثابة ثورة علمية أدت إلى تغيير جذري في فهمنا للكون.
قبل كوبرنيكوس، كانت النظرية السائدة هي المركزية الأرضية التي تفترض أن الأرض هي مركز الكون وأن جميع الأجرام السماوية تدور حولها. هذه الفكرة كانت مدعومة من قبل الكنيسة والعديد من الفلاسفة والعلماء. ومع ذلك، كانت هناك العديد من المشكلات مع هذه النظرية، مثل عدم القدرة على تفسير حركات الكواكب بشكل دقيق.
قدم كوبرنيكوس نموذجًا رياضيًا يوضح كيف تدور الكواكب حول الشمس في مدارات بيضاوية. هذا النموذج لم يكن فقط أكثر دقة بل كان أيضًا أبسط من النموذج السابق. تمثل دورات الأجرام السماوية وفقًا لنظرته تحولًا كبيرًا في علم الفلك، مما أدى إلى تطوير المزيد من الدراسات والأبحاث التي ساهمت في فهمنا الحالي للكون.
أحدثت نظرية كوبرنيكوس تأثيرات عميقة على العلم والفكر الغربي. فقد فتحت الباب أمام علماء آخرين مثل غاليليو ونيوتن لتطوير أفكارهم الخاصة حول الحركة والجاذبية. كما ساعدت في تقويض السلطة التقليدية للكنيسة في تفسير الظواهر الطبيعية، مما أدى إلى عصر النهضة العلمية.
المؤلف: ويليام تي فولمان
الترجمات: أسامة فاروق حسن - هاني فتحي سليمان
التصنيفات: علوم
تواريخ النشر: صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام ٢٠٠٦. - صدرت هذه الترجمة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٤.