تعتبر الكيمياء من العلوم الأساسية التي ساهم العرب في تطويرها خلال العصور الوسطى. فقد قام العلماء العرب بتجميع المعرفة الكيميائية من مختلف الثقافات، بما في ذلك اليونانية والهندية، وأدخلوا عليها تحسينات كبيرة. ومن أبرز هؤلاء العلماء جابر بن حيان الذي يُعتبر "أب الكيمياء" حيث أسس العديد من المفاهيم والتقنيات التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم.
قدمت الحضارة العربية العديد من المساهمات المهمة في مجال الكيمياء، مثل تطوير تقنيات التقطير والتنقية. كما قام العلماء العرب بدراسة المواد الكيميائية المختلفة وتصنيفها، مما ساعد على فهم أفضل للعمليات الكيميائية. وقد تم توثيق هذه الاكتشافات في كتب ومؤلفات عديدة، منها كتاب "السرّ الكبير" لجابر بن حيان.
ترجم العرب العديد من النصوص العلمية اليونانية والهندية إلى اللغة العربية، مما ساهم في نقل المعرفة إلى أوروبا خلال العصور الوسطى. كانت هذه الترجمات نقطة انطلاق لنهضة علمية كبيرة في أوروبا، حيث استفاد منها العلماء الأوروبيون في تطوير علوم جديدة مثل الكيمياء والفيزياء.
لا يزال تأثير الكيمياء العربية واضحًا في العلوم الحديثة. فالكثير من المصطلحات الكيميائية المستخدمة اليوم تعود أصولها إلى اللغة العربية. كما أن الأساليب التجريبية التي طورها العلماء العرب شكلت أساسًا للعديد من الفروع الحديثة للكيمياء.
المؤلف: روحي الخالدي
الترجمات:
التصنيفات: علوم
تواريخ النشر: صدر هذا الكتاب عام ١٩٠٣. - صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٤.