التحنيط هو عملية الحفاظ على جثث الموتى، وقد تم استخدامها منذ العصور القديمة لأغراض دينية وثقافية. يعتبر التحنيط جزءاً من التراث الثقافي للعديد من الحضارات، وخاصة الحضارة المصرية القديمة.
تاريخ التحنيط
يعود تاريخ التحنيط إلى آلاف السنين، حيث كان المصريون القدماء يمارسونه كجزء من طقوس دفنهم. استخدموا مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية والنباتية لإزالة الرطوبة من الجسد ومنع التعفن. يُعتقد أن هذه الممارسات كانت تهدف إلى ضمان حياة أبدية للروح بعد الموت.
تقنيات التحنيط
تتضمن تقنيات التحنيط عدة خطوات رئيسية، منها:
إزالة الأعضاء الداخلية: يتم إزالة الأعضاء الداخلية للجسم، مثل القلب والرئتين، حيث تعتبر هذه الأعضاء غير ضرورية في الحياة الآخرة.
استخدام المواد الحافظة: تُستخدم مواد مثل النطرون (ملح طبيعي) لتجفيف الجسم ومنع التعفن.
لف الجسم: يتم لف الجسم بضمادات من الكتان، وغالباً ما تُضاف تمائم وأشياء أخرى ذات قيمة روحية.
أهمية التحنيط في الثقافة
يعتبر التحنيط رمزاً للإيمان بالحياة بعد الموت. في الثقافة المصرية القديمة، كان يُعتقد أن الحفاظ على الجسد يسهل على الروح الانتقال إلى العالم الآخر. كما أن التحنيط ساهم في تطوير الفنون والعلوم الطبية في تلك الفترة.
التحنيط الحديث
في العصر الحديث، لا يزال هناك اهتمام بالتحنيط لأغراض علمية وتعليمية. يستخدم بعض علماء الآثار تقنيات التحنيط لدراسة الثقافات القديمة وفهم عاداتها وتقاليدها بشكل أفضل.
تُعدُّ فكرة التحنيط من العلامات البارزة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، التي ارتبطَت بعقيدة الإحياء والبعث بعد الموت؛ إذ كان المصريون يُدرِكون تمامًا أن الموت ما هو إلا مرحلةٌ انتقالية يمر بها الإنسان من مرحلة الفناء في الدنيا إلى مرحلة الخلود في الآخرة؛ لذلك أبدَوا اهتمامًا كبيرًا بفكرة تحنيط أجسام أمواتهم وحيواناتهم؛ لصيانتها من التحلُّل والضياع والإبقاء على مظهرها وكأنها حية، حتى يَتسنَّى للروح التعرُّف على جسد المُتوفى بعد البعث، وكانوا يرسمون أكثرَ الأشياء المحبَّبة إليهم من المأكولات والمشروبات على المقابر التي أطلقوا عليها «منازل الأبدية»، وشاعت هذه العقيدة شيوعًا عظيمًا في القصص والأساطير الدينية التي جرى تداوُلها عبر الأجيال والعصور المُختلِفة، حتى أصبحت مُلاصقةً لوجدان الشعب المصري القديم. وبين دفَّتَي هذا الكتاب يَتناول «صابر جبرة» تأصُّلَ فكرةِ التحنيط في العقيدة المصرية القديمة، وكيف تَطوَّرت من عصرٍ لآخر، كما يُحدِّثنا عن أهم الطرق وأبرز المواد المستخدَمة فيه.